برنامج الحملة و المنهجية التي سنعتمدها في إدارتها

للتذكير هذه الحملة تعتبر أول نشاط ميداني نخوضه في إطار جمعية رحلة DZ ( جمعية وطنية قيد التأسيس تهتم بتطوير السياحة الداخلية في الجزائر ) 

رحلة الى تاغيت... لؤلؤة الصحراء أم مدينة بلا "حراقة" . شعارها: "اللي بغا الهنا يجي هنا"

اللي بغا الهنا يجي هنا« أو من يبحث عن الهناء فليجئ إلى هنا... عبارة حملتها رمال الصحراء إلى مسامعنا فحزمنا الحقائب وعزمنا على استكشاف سر هذه المدينة الصحراوية التي لقبها المستعمر الفرنسي بلؤلؤة الصحراء فَأَسَرَت السياح بجمالها وحولتهم إلى غوّاصين في بحار رمالها باحثين عن أسرار هذه الدانة التي لم تنس في القوت ذاته أن تحافظ على أبنائها الذين يحولون الرمال ذهبا وهم يفاخرون بأنهم لم ولن يهربوا من صدفتها التي تردد صداهم عندما يدندنون ب»حرقة بطني ولا غربة وطني«...
على متن طائرة »البوينغ 737« شددنا الرحال، نهاية الأسبوع الفارط، نحو ولاية بشار ضمن بعثة صحفية تكفل بها متعامل الهاتف »نجمة«. ساعة وأربعون دقيقة من التحليق عاليا حطت الطائرة بمطاربشار. وساعتان إضافيتان تحملنا إلى مدينة تاغيت 960 كلم جنوبي غرب الجزائر العاصمة التي دخلنا إليها وهي تستيقظ بهدوء على آذان صلاة الفجر الذي زاده منظر إشراقة الشمس بين الكثبان الرملية جوًا إيمانيا روحانيا... لنسابق الشمس في رحلتها من الشرق إلى الغرب برحلة مماثلة ولكنها في الاتجاهات الأربعة لمدينة تحتضن 8040 كلم من الرمال...
تاغيت، تاغوت أم اغيل...
برفقة الدليل السياحي »مروان«، الشاب العاصمي الذي ضحى بزخرف المدينة ورفاهية العاصمة مقابل هدوء الصحراء واستثمار سياحي ناجح باختياره الاستقرار في تاغيت، انطلقت جولاتنا الأولى في هذهالمدينة القابعة على هضبة »زوزفانة« التي سكنتها أقوام عديدة عبر أحقاب زمنية مختلفة، إذ أطلق عليها سكانها الأوائل »بني كومي« تاغيت أو تاغوت والتي تعني الصخرة أو الهضبة، كما أطلق عليها البعض اسم اغيل والذي يعني بالبربرية الممر أو المكان الضيق بين الجبل والكثبان الرملية، إلا أن الأسطورة تروي أن تاغيت مشتقة من الكلمة العربية غيث أو إغاثة وقد أطلق عليها هذا الاسم من قبل عجوز زاهد قد أعياه المشي حين ظهرت له واحة وافرة الثمار فاستراح عندها، وهكذا أنقدت حياته... وإن اختلفت التسميات فإن المؤكد أن تاغيت كانت آهلة بالسكان منذ أكثر من 11 قرنا حسب ما توضحه كتابات ابن خلدون وحسن الوزان حول المنطقة.
عندما يتساوى الحاكم والمحكوم في قصور تاغيت
وبعد توضيحات مرشدنا السياحي في صحراء »تاغيت« اهتدينا إلى قصر تاغيت القديم الذي لايزال شامخا ينافس النخيل المحيط به في الترحاب بالسياح متعددي الجنسيات والذين سبقونا إلى قصر تاغيت القديم الذي بقي وحيدا شاهدا على مرور قاطنيه القدامى، في حين تهاوت القصور الثلاثة الأخرى أمام رياح التهميش والإهمال... وإن تشرح القواميس كلمة قصر على أنها مكان إقامة الملك وحاشيته، فإن القصر عند سكان تاغيت لم يكن إلا تجمعا سكنيا يضم شيخ القبيلة وسكانها في »الديور« حول مائة منزل بسيط يضم الشمل العائلي ويعكس بساطة أهل الصحراء وكرمهم، أين تتوسط دار الضيافة جميع »الديور« باعتبار أن تاغيت كانت دائما معبرا لقوافل التجار القادمين من الشمال بأكياس الملح والعبيد قصد بيعها في المالي وما جاورها، لتكون بذلك قرية صغيرة محاطة بجدار يحميها من هجمات الأعداء ويحتضن زوارها ومن يمر بها... اخترقنا أزقة القصر وممراتها المظلمة المستنيرة بأشعة الشمس المتسللة من الفتحات والشرفات المنمقة لنهتدي على الباب العلوي من القصر أين يكون عادة تجمع ناس القصر للتبضع أو الاحتفال.
يتنفسون رمالها، ويتحدوننا أن نجد تاغيتيا »حراقا«
لحظات زمنية قصيرة ومساحة مكانية صغيرة كانت كافية لتقطع بنا سنوات نحو الماضي الذي صار حاضرا في زوايا القصر القديم، لنفيق من حلم صنعته أهازيج »صحاب المايا« في ساحات القصر وأزقته التي قادتنا نحو المدينة الجديدة لتاغيت أين التقينا ب»عبد الخالق« 25 سنة بائع قطع تقيليدية و»الطيب« 29 سنة مرشد سياحي و»سعيد« 19 سنة صاحب قطيع من الجمال مخصص لنقل السياح والتقاط الصور والذين اختصروا حبّهم لمدينتهم في بضع كلمات رفعوا بها التحدي أن يكون هناك بين الشباب »الحراق« من هم قادمون من تاغيت: »نحن نتنفس الرمال ولا حياة لنا خارج هذه الرقعة الرملية... تاغيت غيّرت مفهوم »الحرقة« والهجرة، فاليوم الأوربيون هم من يقطعون أوراق هويتهم عند أسوارها ويدخلون إلى الإسلام أفواجا«، ليقاطعهم »محمد« 28 سنة من البدو الرحل: »يردد أجدادنا أسطورة الأفعى التي قالت...حرقة بطني ولا غربة وطني... زرت أكثر من 10 دول أوربية وعرض عليّ قنصل الجزائر في باريس أن أمكث هناك ويضمن لي عيشة الملوك، إلا أن ردّي كان ب»لا«، لأني بعت الحضارة وزيفها مقابل حريتي وترحالي في الصحراء التي هي أكثر من مدرسة«، ليضيف: »شباب الصحراء يخلقون مناصب الشغل لأنفسهم... فمن شهر أكتوبر إلى نهاية أفريل يتكفلون بالسياح وينشطون الموسم السياحي، ومن شهر ماي إلى أوت يجندون أنفسهم لخدمة مرضى العظام والمفاصل ب»ردمهم« في الرمال الساخنة وضمان علاج طبيعي تقليدي لمرضى أعيتهم آلام المرض فأنستهم مشقة الترحال إلى الصحراء... وتبقى المهرجانات والمواسم والأعياد كشهر رمضان والمولد النبوي الشريف فرصة للاحتفال وجني بعض المال... شباب الصحراء في عمل متواصل صيفا وشتاء«...
الصحراء PDG العالم من فوق سفينة الصحراء وبقيادة
كلمات »محمد« دفعت بنا لاكتشاف الصحراء ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة... من فوق سفينة الصحراء وبقيادة »الرئيس المدير العام للصحراء«، هكذا أراد »قادة« 53 سنة تلقيبه. فعندما عُقد منذ أشهر قليلة مؤتمر حول السياحة الصحراوية بالمنطقة وحضره مجموعة من مديري ورؤساء العديد من المؤسسات الاقتصادية والهيئات العمومية، فلم يجد عند مداخلته إلا تقديم نفسه على أنه الرئيس المدير العام للصحراء باعتبار أن الجميع رؤساء ومديرون.ساعدنا عمي »قادة« على اعتلاء الجمل مع توصياته بالتزام وضعية جلوس آمنة حتى نضمن رحلة ممتعة وإبحارا آمنا بين الأمواج الرملية، وكانت المفاجآة بتغير المنظر الصحراوي بصفة كاملة بتغير زاوية رؤيته... هكذا تكتشف الصحراء بأكثر من عين وكأنها حرباء تتفنّن في عرض سحري تباينت لوحاته بتغير زاوية تلقيه، ولا بأس في بعض محاولات تزحلق فوق الرمال التي اختلط انسيابها بالتوائها في لوحة إسمها »تاغيت«. هكذا يسافر بك كهول المدينة ب»البعير« في الزمان والمكان ولكن لشباب المدينة المتعلم المثقف وسيلة وإن بدت أكثر حداثة وتطور إلا أن أصالة الماضي تبدو واضحة من خلال مضمون الموقع الإلكتروني للمدينة على الشبكة العنكبوتية، هذا الموقع الذي نسجته أنامل شباب وفق في مداعبة الرمال وأزرار لوحة التحكم فأسفرت عن موقع يوصل صوت »تاغيت« الدافئ إلى العالم بأسره، حينما تخلت السلطات عن حملة الدعاية والإشهار له على حد تعبير المشرف على الموقع.
خبز البصل... بيتزا الصحراويين
سحر وشساعة الصحراء تفتح شهيتك لتتذوق وبنهم »بيتزا« الصحراويين التي لم تكن إلا خبزا تقليديا شبيها بال»محاجب« العاصمية، بلمسة صحراوية تعبقها كل تلك البهارات والأعشاب التي جادت بها الأرض الرملية، كما جادت أيدي النسوة بأشهى الأطباق بدءاً بالخبز المطمور تحت الرمال إلى الدجاج المجمر والخروف المحمر، وما رفاهية هذه الأطباق إلا من كرم أهل الصحراء الذين نصبوا الخيام لاستقبالنا وأشعلوا نيرانهم التي لم تنطفئ طيلة تواجدنا ب»تاغيت« التي أبت أن تنام وضيوف بين ربوعها حتى عوض أهلها كل التحيات المعتادة بعبارة »يامرحبا...« وبفناجين الشاي الأخضر الذي يُزين سهرات الخيمة الصحراوية تبدأ السهرة التي تحكمها العادات وبروتوكولات سموها التقاليد بصب فنجان شاي شديد المرارة يوقظ فيك روح السهر والسمر حتى تتغلب على النعاس وتبقى يقظاً إلى ساعات جد متأخرة من الليل، بينما تقل مرارة الشاي من فنجان إلى آخر بتقدم ساعات الليل وباقتراب آذان الفجر الذي يعلن عن انتهاء ليلة مهربة من ليالي ألف ليلة وليلة أحياها ديوان»بشار« وقصصهم الملحنة عن سكان الصحراء القدامى وما أُورثوه من حكم وأقوال كإرث حضاري يؤطر الهوية الثقافية والحضارية للأجيال المتلاحقة وكحصن لشباب من كل فكر دخيل يسعى لطمس هويته أو التلاعب بمبادئ وقيم تعلوه في كلامه وحديثه.
سر زوبعة السبعة أيام...
وتحت ظلال واحات النخيل وحول مائدة الكرم التي جادت بطبق »كسكسي صحراوي بلحم الغزال«، جمعتنا دردشة بأحد أعيان المنطقة عمي »الطيب« والدليل السياحي »مروان« حول سر الزوبعة الرملية التي تدوم سبعة أيام بالتحديد، فثوران الرمال في جميع الأجواء يحمي أنثى الغزال من سهام وطلقات الصيادين وأعين ومخالب وحوش الصحراء أثناء مرحلة حضانة الغزال لصغارها والتي تدوم سبعة أيام كاملة.كما تحمل هذه الرياح »حبوب طلع« النخيل وهو ما يعرف عند أهل الصحراء ب»الدكار« من النخلة الذكر إلى النخلة الأنثى حتى تلقحها وتُثمر تمرا وبلحا و»دقلة نور«، أما التمييز بين النخلة الأنثى والذكر فيكون بشكل أوراق النخلة الذكر التي لا تكون متناسقة وإنما بشكل فوضوي، في حين تبدو أوراق النخلة الأنثى أكثر انتظاما وتناسقا وجمالا.ورغم ما جادت به الزوبعة الرملية من خير على أهل الصحراء، إلا أنها أخّرت رحلة عودتنا إلى العاصمة بساعات طوال حاولنا أن نستثمرها في الاقتراب أكثر من سكان تاغيت ونتعرف عن همومهم وانشغالاتهم التي حالوا دون أن تطفو على السطح ف»خير الشكوى للّه« والقناعة صمام أمان يحميهم من التمرد على الخالق وعطاياه التي تفوق عدد حبات الرمال بملايين المرات على حد تعبيرهم.
رسالتهم إلى السلطات: »أوصلوا السياح إلى بابنا والباقي علينا«
وبعد محاولات متكررة للغوص في أغوار انشغالاتهم ومشاكلهم، أخبرنا عمي »يالطيب« وملامح التذمر تبدو على وجهه لأول مرة منذ أن التقينا به: »نحن لم ولن نطلب من السلطات أي مشروع أو أي مطالب محددة وما عليهم إلا أن يخبروا السياح الأجانب والجزائريين على أن هناك جنّة فوق الأرض تدعى »تاغيت«... عليهم أن يوفروا وسائل النقل ويسهلوا الوصول إلى مدينة تاغيت والباقي علينا... أوصلوا السياح إلى بابنا ونحن نتكفل بهم من مأكل ومبيت وفلكلور بطريقة بسيطة وعفوية وباحترافية عالية في الوقت ذاته...«، ليقاطعه عمي »قادة«: »أين هو مهرجان السياحة الصحراوية... لماذا غاب هذه السنة دون أي مبرر، ولكن أبدا لن نسمح بأن يقتلوا السياحة الصحراوية وأن يوئدوا »تاغيت« وهي تمنح الحياة لكل زوارها«.تاغيت... وإن كانت عذرية طبيعتها قد منحتها وسام »لؤلؤة الصحراء«، فإن شبح اغتصاب الإسمنت وسطوه على رمالها وظاهرة التهميش التي تطال كل ما يمكنه أن يكون مشروعا ناجحا في الجزائر من شأنه أن يطمس بريق هذا اللؤلؤة...

الشروق اليومي روبورتاج زين العابدين جبارة

تاغيت لا تملك القدرة لتأطير وفود ضخمة تأتي لزيارتها !!

الخبر المنشور أسفله ورد في جريدة الشروق اليومي خلال عطلة الشتاء لسنة 2016 م ، هذا الخبر يؤكد الحقيقة المؤلمة المسجلة في العنوان . الخبر منشور تحت عنوان :
 وفود شبانية جاءت للسياحة "تدنّس" مؤسسات تربوية ببشار . تصرفات لا أخلاقية وجرائم بيئية باسم السياحة
فاطمة حاكمي / جريدة الشروق اليومي .

احتج، أول أمس، عدد غفير من عمال قطاع التربية لدائرة تاغيت، 99 كم عن عاصمة الولاية بشار، أمام مقر البلدية، تنديدا بما وصفوه الكارثة الأخلاقية والبيئية التي تسببت فيها الوفود الشبانية التابعة لوزارة الشباب والرياضة، التي بلغ تعداد المدعوين منها 1200 شاب من مختلف ربوع الوطن، ما خلف حسبهم ظواهر لا أخلاقية لا تتوافق مع حرمة المؤسسة التربوية، مطالبين وزارة الشباب والرياضة بالاعتذار لوزارة التربية وتعويض الخسائر التي تسببت فيها الوفود التابعة لها.
أكد المحتجون، في بيان أصدروه عقب الوقفة الاحتجاجية التي حملت العديد من اللافتات، عليها شعارات، منها "لا لاستغلال المؤسسات التربوية استغلالا لا أخلاقيا"، "وواقفون واقفون للفساد رافضون" أنهم ليسوا ضد السياحة، ولا أن تحتضن مدينتهم السياحية السياح من داخل وخارج الوطن، بل إنهم يثمنونها، إلا أن ما أقدمت عليه وزارة الشباب والرياضة في إطار تظاهرتها تحت شعار "الجزائر في أحضان صحرائها"، خلال العطلة الشتوية، هو الذي دفع عمال القطاع للتنديد والاستنكار، حين استغلت الوزارة المؤسسات التربوية بالمنطقة لإيواء وإطعام وفود من الشباب الذين زاد عددهم عن 1200 سائح، ما أحدث الكثير من التجاوزات التي أساءت إلى القطاع وإلى حرمة المؤسسة التربوية من خلال الاستغلال السيئ والمشين للمؤسسات التربوية وانتهاك حرمتها، بتحويل الأقسام إلى مراقد تمارس فيها الرذيلة والسلوكات اللا أخلاقية، فضلا عن بقاء أبواب المؤسسات مفتوحة ليل نهار، يدخلها كل من هب ودب من الأشخاص الغرباء عن الوفود المعنية بالإقامة داخل هذه المؤسسات التربوية، ما خلف تشويها وتخريبا طال محتويات الأقسام والمراقد والمطاعم بالتكسير الذي طال أبواب المراقد وباب الخزان المائي وغرفة التبريد وعدد كبير من مقاعد التلاميذ، ما أثر سلبا على الطاقم التربوي والإداري وحتى العمال المهنيين دون الحديث عن نفسية التلاميذ في أول يوم للدخول بعد العطلة.
واستنكر عمال القطاع في بيانهم الانعكاسات السلبية التي اصطدمت بها الأسرة التربوية مع أول يوم للدخول المدرسي بعد العطلة، حيث تسببت هذه الظواهر الكارثية في ضياع الساعات الأولى من صباح أول يوم للدخول المدرسي من العطلة بسبب الفوضى الحاصلة والبحث عن المقاعد والطاولات من قبل التلاميذ، علاوة، يؤكد البيان على أن التلاميذ لم يتمكنوا صبيحة ذلك اليوم، من تأدية تحية العلم الوطني بالصورة اللائقة لامتلاء الساحة بالأفرشة المستعملة من طرف الوفود داخل الثانوية، إلى جانب ما تكبده العمال المهنيون من ضغط زائد في تنظيف مخلفات الوفود المشاركة في التظاهرة.
وأكد العمال أنهم ليسوا ضد السياحة بالمنطقة بل العكس يثمنونها، إلا أنهم يتمنون عدم تكرار هذه التصرفات المشينة بسمعة المؤسسة التربوية مرة أخرى، والعمل على استغلال هذه المؤسسات التربوية لغاية نبيلة وأهداف راقية. وطالب المحتجون بضرورة تقديم اعتذار من وزارة الشباب والرياضة لوزارة التربية جراء التدنيس الذي طال حرمة المؤسسات التربوية بتاغيت والتعهد بعدم تكرار استغلال المؤسسات التربوية بهذه الطريقة المشينة والتعويض المادي للمؤسسات التربوية المتضررة.

تنفيذا للمخطط التوجيهي للسياحة . " أونات " تتكفل بإجاز قرية سياحية بتاغيت سعتها 200 سرير

كشفت مؤسسة الديوان الوطني الجزائري للسياحة "أونات"، عن برنامجها؛ تنفيذا للمخطط التوجيهي للسياحة الذي أعدته وزارة تهيئة الإقليم والسياحة والصناعات التقليدية. وحسب بيان للديوان تلقت "المساء" نسخة منه، سيُشرع في إنجاز عدة منشآت قاعدية وهياكل سياحية في مناطق الجنوب في إطار تشييد أقطاب سياحية ذات امتياز، على غرار إنجاز قرية سياحية بسعة 958 سريرا في مدينة تيميمون بولاية أدرار، وقرية سياحية أخرى بـ 200 سرير بمدينة تاغيت بشار، وقرية سياحية بـ 96 سريرا في اغلي بنفس الولاية، بالإضافة إلى إنجاز (إقامة أونات) ذات سعة 40 سريرا في جانت بولاية إليزي. وتجدر الإشارة إلى أن الشطر الأول من مشروع قرية تيميمون المتربعة على مساحة تقدَّر بـ 150 ألف متر مربع، مصممة على أساس إنجاز 124 مسكنا تتسع لـ 958 سريرا، بالإضافة إلى مبنى الاستقبال وآخر للإدارة ومطعم. كما سيتم تخصيص مساحة لعرض المنتجات التقليدية، وفضاء لتنظيم التظاهرات ومساحات للألعاب والتسلية. وسيساهم هذا المشروع في خلق 1302 منصب شغل مباشر لفائدة شباب المنطقة، بالإضافة إلى توظيف المئات من العمال الموسميين للتكفل بخدمات لفائدة السياح.

جريدة المساء

رغم تشويه وتآكل القصور والشرفات الأثرية . تاغيت .. تاريخ وسياحة

هذا المقال يعتبر من أهم ما كتب في الموضوع و بالرغم من أنه يذكر معلومات عن انجازات لم تكن قد استكمل بناؤها حينها ( 2009 م ) إلا أنه يحمل من الفائدة ما حمسنا لنشره من جديد :
تاغيت قطعة من الفردوس على الأرض، "لؤلؤة الصحراء"، حيث الكثبان الرملية الشاسعة والرمال الذهبية المنسابة وجنان الواحات الخضراء التي تتخلّلها أغادير المياه العذبة التي تبعث الحياة والحب والجمال... وأنت تراها لأوّل مرّة تشعر وكأنّك تلج عالما جديدا ينتمي لكوكب آخر غير الأرض، تعود فيه الزعامة للطبيعة التي تتمتع بكلّ سلطتها لتجعل من البقية، كل البقية، أتباعا لها.
طبيعة تجمع بين الرمل والصخر والتراب والخضرة والماء لتشكّل لوحة فسيفسائية يصعب على أيّ واحد تركيبها مهما فاقت قدرته على الإبداع، متعة للعين العاشقة للجمال والكمال والتميّز بتفاصيله، متناهية الدقّة، زادها جمالا وقيمة تلك المواقع الأثرية والحفريات والقصور التي تبوح بسرّ وجودها وجذورها الغائرة في تراب الحضارة والتاريخ.. تاغيت اليوم قطعة منسية مهملة متروكة لمصير مجهول تتقاذفها أقدام اللامبالاة والجهل وقلّة الحيلة، في الوقت الذي كان ممكنا أن تكون قبلة للسوّاح والمستثمرين وعشّاق الطبيعة.
تاغيت التاريخ
"تاغيت" أو "تاغيلت" أو "إغيل" تنقلنا التسمية إلى أحقاب زمنية عابرة متّصلة بسكّانها الأوائل بني كومي (بني قومي - بني كومي) حيث تروي الأسطورة أنّ تاغيت مشتقّة من الكلمة العربية "غيث" أو "إغاثة"، وقد أطلق عليها هذا الاسم حسب الأساطير من قبل عجوز زاهد أعياه المشي حين ظهرت له واحة وافرة الثمار يجري بها ماء عذب، فاستراح عندها وأكل من خيرها وشرب من مائها. يقال كذلك إنّ اسم تاغيت مشتق من" تاغونت"، وتعني بالبربرية "الحجر" أو "تيغليت" وتعني الهضبة إذ بنيت على ربوة، و"إغيل" هو الذراع والبعض يقول إنّه المكان الضيّق بين الجبل والكثبان الرملية، ومن المؤكّد أنّ تاغيت كانت آهلة بالسكان منذ أكثر من أحد عشر قرنا، ولقد أكّد ابن خلدون وحسن الوزان أنّ بني كومي أو بني قومي كانوا أوّل من سكن المنطقة، وهم من قبائل العهد الواديد الذين حكمواتلمسان قبل أن ينهزموا أمام المرينيين في فاس عام 735 للهجرة ليقرّروا العودة والاستقرار بالصحراء. ويبدو أنّ هضبة "زوزفانة" التي تقع عليها تاغيت سكنت منذ عصور بعيدة، والقصور وآثارها تثبت ذلك في الحقبة الأجورية، ونظرا لعددهم الكبير سمي سكان الهضبة "قوم"، ومن هذا جاءت تسمية "بني قومي" الاسم الحالي للسكان. وهناك من يقول إنّ أوّل من سكن تاغيت هم قبيلة الروابح (أولاد بلخير فقيق)، وكانت سوقا من زمن الخليل عليه السلام، ويحكى أنّ المنطقة عرفت بازدهارها العلمي والمعرفي، لكن الحرب لم تترك سبيلا لاستقرار العلم بالمنطقة بسبب تكالب القبائل عليها لاكتفائها المعيشي، أمّا في عهد الاستعمار فقد شهدت المنطقة دخول القوات الفرنسية شهر فيفري 1897 بقيادة الرائد غوردن.

تاغيت اليوم هي وليدة التقسيم الإداري لسنة 1991، تقع على بعد 960 كيلومترا جنوبي غرب العاصمة الجزائرية، تابعة لولاية بشار، يحدّها شرقا العرق الغربي الكبير، شمالا بني ونيف وبشّار وجنوبا إقلي، بني عباس، وغربا العبادلة، وتتربّع على مساحة تقدّر بحوالي 8040 كلم مربع، كما يبلغ عدد سكانها حوالي سبعة آلاف نسمة بكثافة تقدر 0,8 ?، ومتكوّنة من 06 تجمّعات سكانية هي الزاوية الفوقانية، تاغيت المقر الإداري، بريكة، بربي، بختي والزاوية التحتانية. وتعتبر تاغيت جوهرة الساورة بجمالها وتنوّع طبيعتها، كثبان رملية للعرق الغربي الكبير الشامخة على ارتفاع 745 مترا، تتكئ عليها المدينة من جهة، ومن جهة أخرى امتدادات الصحراء الصخرية الحمادة، بينهما منعطفات واد زوزفانة، وتوجد واحة نخيل تطبع الوادي بحدّ أخضر على أكثر من 18 كيلو متر على الضفة اليمنى للوادي تتابع العديد من القصور القديمة.وهذا الجزء من الصحراء يتحوّل في شهر ديسمبر من كلّ عام إلى قبلة للسيّاح والزوّار من الجزائر وخارجها وخصوصا من تونس، ليبيا، فرنسا، ألمانيا واسبانيا وغيرها من الدول، حيث زارها 600 ألف سائح ما بين بداية شهري نوفمبر وديسمبر 2007 .. لكن ما وضع السياحة في المنطقة وما هو حال الهياكل السياحية ؟.
فندق وحيد ومشاريع في الأفق : عندما يلج أيّ زائر بوّابة تاغيت لن تكون له إلاّ وجهة واحدة ألا وهي "فندق تاغيت"، ليس لأنّه الأفضل أو الأقرب أو الأحسن بل لأنّه الوحيد الموجود، فالمدينة لا تتوفّر إلاّ على هذه المؤسّسة الفندقية التي تمّ إنشاؤها من طرف الشركة الجزائرية الإيطالية " Set sud " سنة 1969 على يد المهندس الإيطالي بوشيتا، وتمّ تدشينها من طرف وزير الخارجية الجزائري آنذاك عبد العزيز بوتفليقة في1971 برفقة وزير الخارجية التونسي الهادي نويرة، بطاقة استيعاب لا تتجاوز 120 سريرا (60 غرفة)، ومنذ ذلك الوقت لم يتم إنجاز أيّ فندق أو ما شابه.. فكيف يمكن أن تكون أيّ مدينة "قبلة للسوّاح " في غياب مرافق الاستقبال؟.
حملنا هذا السؤال ووجّهناه لرئيس بلدية تاغيت السيد محمد ناضور المسؤول المحلي الوحيد الذي فتح صدره للسؤال وحاول الإجابة عنه، حيث أوضح ل "المساء" أنّه أمام الانتعاش السياحي الذي تعرفه المنطقة لم يعد هذا الفندق قادرا على استيعاب الطلبات، مبرزا العجز الحقيقي في التكفّل بالسيّاح خاصة بعد أن أصبحت تاغيت قبلة لهم من الجزائر وخارجها، وهو ما لمسته "المساء" خلال تواجدها بالمنطقة.
وهذا ما دفع بالمسؤولين - يقول السيد ناضور - لفتح المجال أمام المستثمرين الخواص، لكن ذلك يتطلّب وجود إطار قانوني ينظّم القطاع، وفي انتظار ذلك - يقول المتحدث - "نعمل على توفير بعض المرافق الجديدة لاستقطاب السوّاح، على غرار إنشاء بيت الشباب ب 50 سريرا، بالإضافة إلى مركز وطني للشباب، وهو قيد الإنجاز يضمّ قاعة محاضرات وقاعة عروض ومكتبة، سيكون جاهزا بداية السنة الجارية.
كما أسند لأحد الخواص الجزائريين مهمة إنجاز مركب سياحي يقع بين قريتي "باربي" و"بختي" على مساحة 20 هكتارا، - يضيف رئيس البلدية - ، ومن المنتظر أن يضمّ العديد من القاعات والفضاءات والمرافق من قاعات عروض وأخرى للمؤتمرات وإقامة للمصطافين، وكذا خيم وشاليهات.. وتعمل اللجنة المحلية للاستثمار على توفير كل الظروف لتجسيد المشروع، ومنح أيضا لأحد الجزائريين المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الامتياز جزءا من الثكنة القديمة لتهيئتها وتحويلها إلى إقامة شعبية توشك على الانتهاء لتكون جاهزة خلال الشهور المقبلة.
كلّ هذا علاوة على إنجاز مركز ثقافي بجانب القصر القديم، وهو في مرحلة التجهيز، ويضمّ العديد من القاعات من بينها قاعة العروض التي بدأت باحتضان العديد من النشاطات لاسيما العروض التقليدية، ومكتبة وفضاءات أخرى ستخصّص للنشاط الثقافي، كما ستستفيد البلدية من برنامج ترميم يمسّ البنايات القديمة في مقدّمتها القصر القديم والثكنة القديمة والسكنات المرفوقة بها في الثلث الأوّل من سنة 2009، لتكون فضاء لاحتضان العديد من النشاطات الثقافية والفنية.
يوجد أيضا بتاغيت مخيّم سياحي على مساحة 3 هكتارات أسند تسييره للغرفة الولائية للصناعة التقليدية منذ ثلاث سنوات عن طريق عقد إيجار، وهي تعمل على تنظيم العديد من التظاهرات الثقافية والعروض الفنية على غرار موسم تاغيت.
وتعمل مديرية السياحة من جهتها - يقول محمد ناضور - على دراسة وتهيئة مخطّط منطقة للتوسّع السياحي تمتدّ على مساحة 100 هكتار قابلة للزيادة، تضمّ كلّ المرافق السياحية حسب طلبات المستثمرين الخواص الجزائريين والأجانب، مؤكّدا أنّ المشروع تجاوز مرحلة الدراسة وينتظر الموافقة.
منازل للكراء دون ترخيص : وأمام غياب المرافق الكافية لإقامة السوّاح لاسيما في المواسم أو المناسبات على غرار موسم تاغيت، وفصل الصيف، حيث يتّجه العديد من الجزائريين والأجانب للتداوي بالرمال الساخنة، ظهر استثمار من نوع آخر غير مرخّص به وغير قانوني، حيث يكري العديد من سكان المنطقة منازلهم للوافدين وذلك بطرق عشوائية، يجهل عنها المسؤولون كلّ شيء، وهذا ما أكّده رئيس البلدية نفسه الذي أشار إلى أنّ هذه العملية تتمّ بطريقة غير منظمة وغير مؤطّرة، موضّحا أنّه لا يملك أيّ إحصائيات عن هذه المنازل ولا عن عدد السوّاح الذين يرتادونها، ولا الأسعار المعتمدة ولا الظروف التي توفّر للنزلاء، وهو ما يعيق حسب محدّثنا معرفة العدد الإجمالي والدقيق لسوّاح وزوّار مدينة تاغيت.
آثار مهدورة : تتمتّع تاغيت بمواقعها الأثرية التي تعدّ الشاهد الحيّ على هوية المنطقة وأصولها الضاربة في العمق، والمتمثّلة في النقوش الصخرية الواقعة على طول وادي "زوزفانة"، والتي عبّر من خلالها الإنسان البدائي الأوّل عن بيئته التي تعود إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد. لكن رغم وجود جمعية للحفاظ على النقوش الصخرية والديوان البلدي للسياحة، تتعرّض هذه النقوش للسرقة والتخريب والتشويه والاندثار، فضعف الموارد البشرية والاختصاص وجهل سكّان المنطقة لأهمية ذلك الشريط الأثري القيّم أدّى إلى الزوّال التدريجي لتلك الآثار التي لا يتم الالتفات إليها إلاّ خلال المناسبات كشهر التراث.. ولكن بعد انطفاء الأضواء تغرق تلك الذاكرة في ظلام النسيان لتترك غنيمة للإهمال واللامبالاة. وفي هذا الإطار، أشار السيد محمد ناضور إلى أنّ الوحدات التي تتوفّر عليها الدائرة لا تكفي لحماية التراث المتلاشي أمام صمت الجهات المسؤولة، مؤكّدا أنّ البلدية تعمل مع ديوان السياحة بالإمكانيات المتوفّرة لتنظيف المحطّة الرئيسية للنقوش الصخرية وإزالة التشويهات التي ألحقت بالكثير من اللوحات الصخرية مع محاولة التحكّم في الزيارات غير المنظّمة وتأطيرها بمرافقين ومرشدين محليين حتى من خارج تراب البلدية عن طريق الجمعيات والإطارات المؤهّلة التي تسعى للتعريف والتحسيس بأهمية هذه النقوش..
"إلاّ أنّنا نتفاجأ - يقول محمد ناضور - في كلّ مرّة بالإساءة لتلك المحطات التاريخية من خلال كتابات مشوّهة وإعادة الرسومات وإضافة رسومات خيالية، وذلك بسبب شساعة مساحة المنطقة على امتداد الوادي الذي يزيد المهمة صعوبة مع عدم إمكانية إحاطتها والوصول إلى كلّ نقاطها، وأضاف قائلا "في إطار الجهود المبذولة، عملنا على التوصل لتعاون مشترك مع مديرية الغابات من أجل بعث دراسة وبحث، وكذا مواصلة المناداة بضرورة إنشاء محمية وطنية، وهي الفكرة التي طرحت كمشروع منذ سنوات التسعينيات، وبقيت في درج النسيان بالوزارات المعنية، رغم أنّ الكثير من المشاريع التي قدّمت بعده تمّ الفصل فيها" . ومن أهمّ المشاكل التي تواجه عملية حماية هذا التراث - يضيف محاورنا - غياب إطار قانوني يسمح للمشرفين على حراسة هذه المواقع الأثرية بالتدخّل الفعّال تجاه السلوكات المشوّهة للآثار، بمنحهم سلطة ردعية قادرة على إيقاف هذه الجريمة في حق آثار يفوق عمرها 40 ألف سنة تتلاشى في صمت دون أن يتحرّك أحد على حد تعبير رئيس البلدية.
القصر القديم" يتهاوى : إلى جانب النقوش الصخرية تعرف تاغيت بقصورها القديمة التي يبلغ عددها 47 قصرا قديما، من بينها قصر "عرق الحمام" الذي كان يمتدّ إلى محطة النقوش الصخرية، يدعى سكانه "الأعاجم"، عبّروا بالرسم على الحجارة عن حال عيشهم، وقصر "مزاورو" الذي سكنته قبيلة تدعى "أماسي"، وأهمّ تلك القصور "القصر القديم" أو "العتيق" الذي يعود بناؤه إلى حوالي 08 قرون من طرف الولي الصالح سيدي أحمد أورابح .
أوّل ما دخلنا القصر القديم، وفكرنا محمّل بتاريخ هذا المبني القديم الذي شكّل حصنا منيعا من العدّو لسكان المنطقة لسنوات طويلة، اصطدمت أبصارنا بركام الطين والحجارة المتناثرة على الأرض والجدران والغرف المنهارة، وعندما حاولنا اكتشاف السبب الذي أدى إلى كارثية الوضع عرفنا من بعض السكان أنّ السبب الرئيسي لسقوط أجزاء كبيرة من القصر هو الإهمال واللامبالاة التي زادتها الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة، لتسوي القصر بالأرض وتؤدي لانهيار أجزاء مهمة منه لاسيما مئذنة المسجد، إلى جانب جدران وأسقف العديد من غرف وأزقة القصر العتيق التي بنيت بالطين البني وسعف النخيل. وهذا ما جعل الحديث عن عمليات الترميم المنجزة مجرد غبار بعثرته رياح الصحراء بمجرد مواجهته بحقائق الواقع، اللهم عمليات الترميم التي أشرف عليها ملاك بعض الدور أو الغرف كما هو الحال مع عائلة عبد اللاوي، حيث سعى الإخوة الخمسة الذين وجدوا أنفسهم دون عمل إلى ترميم وإعادة تأهيل منزلهم الواقع داخل القصر في 1992 على حسابهم الخاص، وتحويله إلى استراحة للسوّاح، يستقبلون فيه العديد من الأفواج السياحية ويوفّرون لهم أطباقا شعبية تقليدية وجلسات فنية تحييها فرق محلية. كما سعى بعض الشباب إلى تحويل عدد من الغرف التي لا تزال محافظة على جدرانها - رغم الشقوق التي ترسم أخاديد واسعة على سطحها - إلى فضاءات لبيع الحلي والملابس التقليدية التي تعرف بها المنطقة وأخرى لاجتماع الفنانين باختلاف مجالات إبداعهم، في انتظار أن يسقط ما تبقى من القصر أو أن يرأف أحد لحاله ويسعى إلى ترميمه فعلا.
حركة ثقافية مرتجلة : الحديث يقودنا إلى حديث آخر حول واقع الحركة الثقافية التي تكاد تكون منعدمة باستثناء بعض المناسبات على غرار موسم تاغيت أو مهرجان الفيلم القصير الذي نظّم في طبعتين فقط، إلى جانب السهرات التي تنظّم هنا وهناك لصالح السوّاح وزائري منطقة تاغيت والتي عادة ما يقوم بها الديوان البلدي للسياحة بتاغيت الذي اكتسب تجربة من خلال ممارسة ميدانية تجسّدت في مشاركاته العديدة في مختلف المناسبات. وفي هذا السياق، أشار رئيس البلدية إلى أنّ تاغيت في حركية ثقافية دائمة ينشّطها سكان المنطقة أنفسهم في مناسباتهم المختلفة سواء السعيدة منها أو الحزينة، مشيرا إلى أنّ البلدية تملك أكثر من عشر جمعيات ثقافية منها التي لها طابع فلكلوري على غرار "جمعية تواصل الثقافية وإحياء التراث " وهي جمعية نسوية تعمل على إحياء التراث الغنائي والموسيقي والرقص الذي تعرفه المنطقة، وأخرى ذات طابع علمي وكشفي ورياضي وموسيقي، مؤكّدا بالمقابل أنّ دعم البلدية قليل لهذه الجمعية بسبب فقر البلدية ذات الميزانية غير المنتظمة وغير المتوازنة.
وهو ما يؤكّدا أنّ النشاط الثقافي للمنطقة يبقى حبيس المناسبات، وحتى خلال هذه الأخيرة فإنّ حظّ الفرق المحلية فيها ضئيل، وهوما دفع بالفنانين التاغيتيين لكتابة بيان تنديدي خلال الطبعة الأخيرة لمهرجان تاغيت للفيلم القصير، يحتجون فيه عن إبعادهم عن المشاركة في التظاهرات المختلفة التي نظمت على هامش المهرجان.

جريدة المساء . امضاء الصحفية شفيقة جوباني

لماذا اخترنا تاغيت بالذات ؟

أولا لأنها بلدية حباها الله سبحانه و تعالى بجمال غير معقول شهد به كل من وقعت عيناه عليها . يعني هي تعرف تقدما طبيعيا كبيرا يؤهلها كي تصل للمستوى الطلوب في أقصر وقت و بأقل مجهود ممكن .

ثانيا لأنها بلدية صغيرة جغرافيا و سكانيا ، يعني لا تتطلب عملية تأهيلها أموالا ضخمة مقارنة بالمناطق السياحية الأخرى التي يتوفر فيها عامل جمال المنظر و تنوع المقومات السياحية الطبيعية

ثالثا لأنها بلدية مسالمة لا ينخرط أهلها كطرف فاعل في التجاذبات السياسية الدينية أو العرقية أو الجهوية . يعني تستطيع تكون محل اجماع ما بين كل سكان البلاد

التعريف ببلدية تاغيت .



تاغيت ( أو تاغيلت ) مدينة و بلدية تابعة إقليميا إلى دائرة تاغيث ولاية بشار الجزائرية ( دائرة تاغيث تضم بلدية واحدة هي بلدية تاغيت).

التسمية : إغيل تنقلنا التسمية إلى أحقاب زمنية عابرة متصلة بسكانها الأوائل بني كومي، يقال بأن الفضل يرجع إليهم في غرس أول أشجار النخيل بتاغيت. اسم تاغيت مشتق من تاغونت، وتعني بالبربرية الحجرة أو تغليت وتعني الهضبة إذ بنيت على ربوة، وآغل هو الذراع والبعض قال هي المكان الضيق بين الجبل والكثبان الرملية.
الطبيعة : متكونة من 06 تجمعات سكانية: الزاوية الفوقانية، تاغيت المقر الإداري، بريكة، بربي، بختي، الزاوية التحتانية.
تعتبر تاغيت جوهرة الساورة بجمالها و واحات نخيلها وتنوع طبيعتها، كثبان رملية للعرق الغربي الكبير الشامخة على ارتفاع 745 متر تتكأ عليها المدينة، من جهة الآخرى امتدادات الصحراء الصخرية الحمادة بينهما منعطفات واد زوزفانة. توجد واحة نخيل تطبع الواد بحد أخضر على أكثر من 18 كيلو متر على الضفة اليمنى للوادي تتابع قصورها الستة (06).


المؤكّد أنّ تاغيت كانت آهلة بالسكان منذ أكثر من أحد عشر قرنا، ولقد أكّد ابن خلدون وحسن الوزان أنّ بني كومي أو بني قومي كانوا أوّل من سكن المنطقة، وهم من قبائل العهد الواديد الذين حكموا تلمسان قبل أن ينهزموا أمام المرينيين في فاس عام 735 للهجرة ليقرّروا العودة والاستقرار بالصحراء. ويبدو أنّ هضبة "زوزفانة" التي تقع عليها تاغيت سكنت منذ عصور بعيدة، والقصور وآثارها تثبت ذلك في الحقبة الأجورية، ونظرا لعددهم الكبير سمي سكان الهضبة "قوم"، ومن هذا جاءت تسمية "بني قومي" الاسم الحالي للسكان. وهناك من يقول إنّ أوّل من سكن تاغيت هم قبيلة الروابح (أولاد بلخير فقيق)، وكانت سوقا من زمن الخليل عليه السلام، ويحكى أنّ المنطقة عرفت بازدهارها العلمي والمعرفي، لكن الحرب لم تترك سبيلا لاستقرار العلم بالمنطقة بسبب تكالب القبائل عليها لاكتفائها المعيشي، أمّا في عهد الاستعمار فقد شهدت المنطقة دخول القوات الفرنسية شهر فيفري 1897 بقيادة الرائد غوردن. تزخر تاغيت بما خلفته مئات السنين وما تركته الثقافات التي تعاقبت منذ ظهور البشر إلى اليوم. بها بصمات ما قبل التاريخ وثرات التاريخ القديم . عبر الإنسان البدائي الأول عن بيئته و الحيوانات التي عاشت معه بنقشها على الصخر، يعود تاريخ هذه المحطات من 7 ألاف إلى 10 ألاف سنة قبل الميلاد كما يعتبر الفن الصخري أهم وأقدم دليل إنساني و ثقافي في المنطقة. - الفترة البقرية l'epoque bovidienne des pasteurs : موجودة بكثرة بالأطلس الصحراوي ومميزاتها ظهور قطعان البقر – الغزلان باعدد كثيرة – ثيران – الأروية – حيوان النو – الأسد – الخنازير – الفهود – الظباع – النعام – النحام – الثعابين.

هدف الحملة ؟

السعى لإقناع السلطات الحاكمة في البلاد يأن تتبنى مشروع رعاية بلدية تاغيت ( ولاية بشار ) كمنطقة سياحية يحتذى بها من طرف المناطق السياحية الأخرى في الجزائر ، حيث يتم رعايتهتا في إطار برنامج خاص من أجل تحويلها الى نموذج ناجح حسب المقاييس العالمية.

نخوض هذه الحملة لأننا مللنا من اجترار حكاية أن بلادنا تزخر بكنوز سياحية في غاية الروعة ! و أن هذا القطاع قادر أن يعوضنا عن عائدات المحروقات ان تم الإعتناء به بالشكل اللازم .. مللنا هذا الكلام لكون الواقع يؤكد أن السياحة في بلادنا ما تزل تراوح مكانها منذ فجر الإستقلال و حالها لا يتعدى كونه حلم جميل يستهلك منا كثير من الكلام و كثير من المال دون أن يتحقق من ذلك الحلم شيئ في الواقع !!!

أخي المواطن ، أختي المواطنة إذا شعرتم بأن فكرة هذه الحملة يمكنها أن تقدم للسياحة في بلادنا شيئا ملموسا نطلب منكم دعمنا .
أقل ما نطلبه منكم هو تسجيل اعجابكم بصفحتنا ( الصفحة الرسمية للحملة في موقع فيس بوك) لان ارتفاع عدد المعجبين بها سيتحول الى رسالة واضحة أكيد ستقنع الجهات التي تملك القدرة المادية و المعنوية التي تضمن رعاية المشروع ، تقنعهم بأن يستجيبوا لمطلبنا .